ياسر بدوي

كاتب وصحفي سوري

هل نسيتم سوريا

بعد أن اتضح النظام الحربي في غزة، والذي يتلخص في استمرار القصف ومحاولات الاقتحام الإسرائيلي بحذر، وبعد أن اتضح أن المعركة محصورة في غزة، وسقط التهويل والخداع الإيراني، يطرح السؤال بقوة: هل نسيتم سوريا؟ وهل تعتقدون أن الأوضاع مستقرة، لم تهنأ ادلب وما حولها يوماً واحداً من القصف والقتل والتهديد والوعيد، وفيها لوحدها ضعف سكان غزة، وضعفهم خارج سوريا، وضعفهم تحت قبضة نظام الاجرام والتجويع والترهيب والترويع، تجاهل تام في وسائل الإعلام وتصريحات الدبلوماسية الدولية، فلماذا نسيتم سوريا، وفيها وحش متوحش، وهل ستوضع سوريا ضمن ملف إيران لأن فيها رئيس اختار أن يكون خولا لخامنئي وبوتين، وهل ستبقى سوريا رهينة لهذا الخول الإيراني؟ من حق أهل سوريا أن يتنفسوا ويشعروا أنهم بشر مثلهم مثل بقية البشر، فيهم المهندس وفيهم الدكتور والضابط والصانع، وفيهم من يريد أن يعيش، وكثير منهم يريد أن يرى أمه وأباه، ومنهم من أشتاق إلى بيته وحارته وأصدقائه، واغلبهم يريد الخلاص من ذل العنصرية والاستعلاء الذي يمارس عليهم، فهل يعقل أن تنسوا سوريا؟ بحجة الأقصى، أم بذرائع سياسية واهية، ما يقارب من عشرين مليون سوري مهدد بالمجاعة والقتل والاعتقال والترهيب والإرهاب والترحيل والطرد والنوم في العراء، فلماذا تنسون سوريا، كرمى لعيون إيران أم بوتين، أم كرمى لعيون بشار السفاح، حامي حدود إسرائيل، وبائع سوريا لبوتين وخامنئي، أما زال يضحك عليكم ويخبركم أن سيحقق مصالح إسرائيل، ألم تنبؤكم غزة أن الصفقات تكون مع ممثلين الشعوب وليس مع المغتصبين، مهما كان الشعب ضعيف ومتفرق فلن يقبل بالمغتصب والمجرم وحثالة السياسة، أنصحكم أن لا تنسوا سوريا، هذا المُعَلقة التي كررناها آلاف المرات موجهة للغرب وعلى رأسه أمريكا، لو وجهنا الكلام إلى العالمين العربي والإسلامي، يبقى ذات السؤال ويضاف عليه، لماذا نسيتم سوريا؟ وتنسوها؟ خلال ثلاث عشرة عاما لم تتحرك ضمائركم شعبيا، وخرجتم في مظاهرة تأييد لشهداء سوريا، الذين تجاوزوا المليون، والمعتقلين في مسالخ الأسد، وقد تجاوزوا النصف مليون، هل صدقتم أسطوانة الإرهاب، هل صدقتم أن المعارضة سخيفة بعد أن اخترتموها، يمكن أن تغيروها، هل صدقتم أن لا بديل عن بشار، وأنتم ترددوها بغباء حاقد، هل مررتم هذه الجملة لتنسوا سوريا! هل فكرتم أيها المُضَلّلون أن خروجكم الآن إلى الشوارع هو نصرة لإيران وتمكينها أكثر، وتقوية موقفها التفاوضي لتستبيح عواصم عربية أخرى وتعيث فيها فساداً وتخريباً، هل يعلم الأمير محمد سلمان أن الحقد الفارسي ضد المملكة العربية السعودية، عمره ألف وأربعمائة عام، وبقاء الخول في دمشق تمكين لهذا الحقد، لماذا نسيتم سوريا، وعندما تتذكروها تستضيفوا خول إيران، المسلط على رقاب السوريين، امتدادكم في التاريخ والمستقبل، وهل تعي قطر ثمن صمتها عن إيران وتجنيد إعلامها خدمة لها، وهل تعي الامارات العربي المتحدة ثمن رعاية خول ايران محتلة جزر إماراتية، هل تعتقدون أن سينفصل عن إيران، إن كرهتم الاخوان فالشعب السوري كاره لهم أكثر و أطمئنكم أن لا مستقبل لهم في سوريا، حيوية الشعب السوري يجب أن تنسى ولا يمكن أن تنسى، وكذب وخداع بشار الخول الإيراني و الصبي الروسي يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، وخلال هذه الفترة تكون إيران سيطرت أكثر على ما تبقى من سوريا، ودرس حماس الذي نكرتموها للخبث الإيراني درس جدير بالتفكير و التذكر و عدم النسيان.

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: