ياسر بدوي

كاتب وصحفي سوري

مرحبا واشنطن

ما يجري في المنطقة والعالم يثير التساؤلات الجوهرية المتعلقة بالسياسة الدولية والفاعلين في صياغة النظام العالمي والإقليمي في أقاليم العالم، من أجل استشفاف مستقبل المنطقة ومستقبل شعوبها، وتحديدا المعذبين والمشردين، جراء الأنظمة التي تعمل كوكيل لقوى عظمى، كنظام الأسد، والنظام الإيراني الذي يناغم الصين وروسيا وإسرائيل لزعزعة المنطقة وتحقيق دور إقليمي، وكذلك جراء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وعدم الاستجابة للقرارات الدولية.

القضايا الإشكالية مرتبطة بقرار واشنطن، لكن المطالب الإسرائيلية تركت هذا القضايا معلقة ومختنقة، في فلسطين وسوريا، إذ منعت إسرائيل سقوط نظام الأسد، بذريعة سياسية غبية مفادها، أنه وقبله أبيه حارس حدود إسرائيل، وهو -أي بشار-جزء من المنظومة الإسرائيلية التي تعمل عليها، لرسم خارطة المنطقة سياسياً، وبالتالي تبع هذا التفسير قصور الفعل الأمريكي، لذلك عنونا مقالنا هذا مرحبا واشنطن.

أمريكا تقود العالم وجميع المناطق الملتهبة تنتظر واشنطن لا لتقول فقط بل لتفعل، والفعل ليس على مزاج أحد، إنما ينطلق من استراتيجية كونية ترسمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والتساؤل هنا حول هذه الاستراتيجية اتجاه المنطقة وموقع إيران في السياسة الأمريكية المتعلقة في المنطقة، ودور إسرائيل فيها. والغريب هنا أن تتبنى أمريكا إسرائيل بالمطلق وتتبع سياستها على الرغم من جرها إلى سياسات عقيمة، بل منفرة ومحرجة حتى لحلفاء واشنطن، وأبرزها ونتائجها الغليان العربي والإسلامي من الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، ورعاية واشنطن للدور الإيراني، بوسائل مختلفة ومختلقة وذرائع أبرزها الحفاظ على الاتفاق النووي، من أجل استقرار المنطقة؟

 إسرائيل تعرقل سياسات واشنطن في المنطقة ويحتاج التعنت الإسرائيلي لحل، والأهم أن المخرب لاستقرار المنطقة هي إيران، وهذا يؤثر على استقرار المنطقة التي تريده واشنطن في إطار المنافسة الدولية مع روسيا والصين، فإن استطاعت واشنطن إنهاك الروس في أوربا والقوقاز فإن روسيا وإيران استطاعت تخريب الاستقرار الذي تريده واشنطن في الشرق الأوسط فتش عن إيران وإسرائيل، والمنطقة ما تزال تقول مرحبا واشنطن؟ والخوف من جملة وداعا واشنطن؟

المقالات المنشورة ضمن موقع المجلس العسكري السوري لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس, انما تعبر عن رأي كاتبها.

%d مدونون معجبون بهذه: